قصص نجاح
تعمل السيدة رنا خوري، نائب رئيس جامعة دار الكلمة للتنمية والتطوير، وضمن برنامج الزمالة في جامعة هارفارد منذ ايلول 2021 ولمدة تسعة اشهر على تطوير منهاج حول المشاركة المدنية لطرحه لطلبة الجامعة. المنهاج سيتم تطبيقه بصورة تجريبية في جامعة دار الكلمة في مدينة بيت لحم، الجامعة الأحدث في فلسطين والمبتكرة في رؤيتها وفلسفتها وقيادتها والمتخصصة في الفنون والثقافة.
وقد جاءت فكرة المنهاج من خلال عمل السيدة رنا بجامعة دار الكلمة حيث قد لاحظت من خلال المشاريع المختلفة حول الموضوع مع طلبة الجامعات الفلسطينية المختلفة ان موضوع المشاركة المدنية اساسي للطلبة الجامعيين اذ انه يعمل بشكل فعال مع جيل الشباب. وما تزال تجربتها في جامعة دار الكلمة هي القوة الدافعة لعملها على تطوير منهاج حول المشاركة المدنية، والذي يرتكز أساساً على موضوع الصمود الفلسطيني.
وقد وضحت السيدة خوري: "أن الشباب الفلسطيني, الذين يشكلون غالبية الشعب الفلسطيني, يتعرضون للعديد من الظروف التي تسلب منهم القدرة على التصرف بشكل مستقل واتخاذ قراراتهم بحرية, ولكن وعن طريق الخطأ, المجتمع ينظر الى هؤلاء الشباب كمجموعة افراد متقاعسين او غير مهتمين. في الواقع هم فقط بحاجة لتفعيلهم عبر مفهوم الصمود ووجود شخوص ملهمين لهم يكونون قدوة لهم في حياتهم وعملهم. الصفات التي آمل أن أراها في هؤلاء الشباب هي صفات الصمود الفلسطينية، بما في ذلك التجذرفي الأرض والهوية, والدافعية الفاعلة، والعزيمة القوية، والتفكير النقدي، والالتزام الواعي، والإبداع".
وتأمل السيدة خوري بزرع صفات الصمود هذه من خلال تطوير منهاج ياخذ بالسياق الفلسطيني ويقوم على زيادة الكفاءة بين الطلبة ليتم " تزويد الطلبة بالأسس المطلوبة لإكتساب الأدوات الفكرية والعملية، وتطوير العقل النقدي، وتبني رؤية تحويلية، وامتلاك القدرة على التصرف بشكل مستقل واتخاذ القرارات بحرية".
وقد أكدت خوري أن الأفكار الواردة في هذا المنهاج ليست جديدة. بل هي مفاهيم قديمة أثبتت فعاليتها في مراحل مختلفة من التاريخ الفلسطيني. وتأمل خوري انه من خلال إعادة تطبيق هذه الأفكار في السياق الحالي سيتم تعزيز المشاركة المدنية، والتي يمكن لها أن توفر مصدر الهام للتفاعل المجتمعي المستدام لبرامج العمل المجتمعي في الجامعات الفلسطينية، والذي يعد شرطًا أساسيًا في جميع الجامعات الفلسطينية.
وحول تجربتها مع برنامج الزمالة في جامعة هارفارد ، تقول خوري: "هي تجربة فريدة من نوعها، وأنا ممتنة لإتاحة الفرصة لي لتطوير مشروعي في بيئة داعمة ونابضة بالحياة، حيث اسعى من خلال هذه الزمالة الى تطوير نموذج اكاديمي مبني على مفهوم الصمود, ليس فقط لارتباط المفهوم بالارض, بل لانه يساهم في تفعيل الشباب الفلسطيني كمصدرغير متناهي من الأمل الفعال, ولان الصمود عنصر أساسي يمكنه دعم الشباب والمجتمع ككل للإنخراط في الحياة والحفاظ على كرامتهم والابتكار أثناء العيش في ظل أصعب الظروف." وقد وجدت خوري أن الوقت الذي قضته وستقضيه في جامعة هارفرد مفيد للغاية في تطويرالمنهاج الدراسي ضمن أطر نظرية يمكن لها أن تلهم وتوجه تطوره.